
رئيس ويسترن فالى للزراعات الحديثة: الزراعة والنظم الغذائية المستدامة تعمل على إعادة رسم الخريطة الجغرافية السكانية

أكد استشارى التنمية الزراعية المستدامة المهندس عمرو البحيري رجل الأعمال والمستثمر ورئيس مجلس إدارة ويسترن فالى للزراعات الحديثة على أن الزراعة المصرية في طريقها لتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية والتي تعد في طبيعتها مسيرة طويلة وليست حالة ثابتة مشددا على أن المعضلة الأساسية تتمثل في تحدى تغيير ثقافة زراعية أكتر منها تحدى مادى الأمر الذي يحتاج إلى مزيج من الصبر والجهد والوقت في ظل خطة للتنمية الاقتصادية للعام 2025-2026 تستهدف ضخ استثمارات بقيمة 144.8 مليار جنيه في قطاعى الزراعة والري وذلك ارتفاعا من 90 مليار جنيه خلال العام المالى 2024-2025.
وأكد عمرو البحيري على ان الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المستدامة لا تتعلق فقط بالأمور المادية مثل البنية التحتية الزراعية والنظم الحديثة والتكنولوجيا لكنها ترتبط ببعد اجتماعي مهم وهدف أسمى وهو خلق بيئة اجتماعية مستدامة , وبيئة توفر للمواطن فرص عمل ودخل عالى وخدمات وإعادة رسم للخريطة الجغرافية السكانية فى مصر .
وأكد عمرو البحيري على أن ترشيد الموارد وعلى رأسها المياه أهم أهداف الزراعة المستدامة ,مشيرا إلى أن استدامة المياه تمثل محورا خطيرا جدا لأننا فى ظل بلد يعانى من الفقر المائى وبالتالى الحفاظ على كل نقطة مياه مسألة أمن قومى أكتر منها بعد استثمارى الأمر الذي يفرض أن يتم تعميم أنظمة الرى الحديث حتى يمكن المحافظة على المخصصات المائية سواء نهر النيل أو الخزانات الجوفية خصوصا الخزانات غير المتجددة.
وأشار عمرو البحيرى إلى التحولات الكبرى التي يشهدها قطاع الرى المصري خصوصا في السنوات الأخيرة نحو أنظمة الرى الحديث بكل أنواعها فى مصر مثل الرش المحورى , الرش الثابت , التنقيط مما أدى الى ارتفاع حجم الصادرات المصرية من الحاصلات الزراعية بنحو 600 الف طن خلال الشهور الثمانى الأولى من العام الحالي لترتفع من 6.600 مليون طن في الفترة من يناير الى أغسطس 2024 إلى 7.2 مليون طن في نفس الفترة من 2025. .
وأكد عمرو البحيري على أن القطاع الخاص المصري يلعب دورا رئيسيا كشريك أساسي فى أى النهضة الزراعية الكبرى التي تشهدها مصر حيث يقدم مساهمات حقيقية وملموسة فى القطاع الزراعي مشيرا إلى التجربة التنموية للزراعة المستدامة التي تقوم بها شركة ويسترن فالى لإدارة المشروعات الزراعية والتي تعتمد على محورين للعمل ، الأول محور توعوى تقوم فيه الشركة بمساعدة المزارع والمستثمر على فهم المعاني والدلالات الواقعية والأساليب العملية للزراعة مستدامة وكيف انها تمثل استثمار مستدام على المدى البعيد , اما المحور التانى التي تقوم عليها تجربة الشركة فهو محور خدمى تقوم من خلاله بتطبيق أنماط الزراعة المستدامة على أرض الواقع من خلال شراكة استراتيجية كاملة.
وتطرق عمرو البحيري أيضا إلى الجدوى الاقتصادية في الأسواق العالمية للزراعة المستدامة حيث أكد على أن الغالبية العظمى من صادرات الحاصلات الزراعية المصرية قائمة على الزراعة المستدامة مضيفا ان البطاطس والفراولة والموالح التي تعد الحاصلات الزراعية المصرية الأشهر في السوق العالمية ، معظمها تخرج من مزارع تعتمد على الزراعة المستدامة وأنظمة الرى الحديث والزراعات الذكية ، مشيرا إلى أن إنتاجية فدان البيوت المحمية أضعاف إنتاجية الزراعة التقليدية مع جودة أعلى .
وتناول عمرو البحيري العلاقة بين الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية ، مشيرا إلى أن الاكتفاء الذاتي من المحاصيل يلبي جزء كبير من الأمن الغذائى والذي يمكن تلبية جميع محاوره من خلال مصادر دخل للتمويل وسلسلة إمداد خارجية منتظمة للغذاء ايضا , اليابان مثلا عندها مصادر تمويل من خلال دخل الصناعة والتكنولوجيا بيتم استغلالها فى شراء محاصيل علفية من روسيا وأوكرانيا مثلا .
وأشار عمرو البحيري إلى أن الاقتصاد المصري يسير على المحورين بالتوازى حيث تمتلك مصر تجربة متميزة في الاكتفاء الذاتي فحتى سنوات قريبة كانت مصر تستورد معظم احتياجاتها من المحاصيل الزراعية من الخارج ولكن مع مضاعفة المساحة الزراعة تضاعف الانتاج على نحو لم تعد هناك سوى نسبة بسيطة لتحقيق الاكتفاء الذاتى ، بالإضافة إلى التجربة المتميزة الأخرى في تحقيق الاكتفاء الذاتي في حالات مثل الموالح والفراولة والبطاطس حيث تقوم بتصدير الفائض ومن حصيلة التصدير يتم استيراد محاصيل علفية وزيتية .
وتناول عمرو البحيري مفاهيم النظم الزراعية المستدامة والنظم الغذائية مستدامة وعلاقتها بالأمن الغذائي حيث أشار إلى أن الزراعة المستدامة هى سلسلة من النظم المختلفة هدفها الوصول لأعلى مستوى ممكن من الجودة والإنتاجية مع الحفاظ على الموارد مثل التربة والمياه للأجيال القادمة أما النظم الغذائية المستدامة فمفهومها أشمل , والمقصود بها السلسلة الكاملة التي يمر بها الغذاء , بمعنى السلسلة التي تبدأ بالإنتاج والنقل والتخزين والتوزيع والاستهلاك وحتى إدارة المخلفات , وهذه سلسلة النظام الغذائي تهدف إلى ضمان توافر غذاء صحي وآمن وكافي للمواطن ، وفي نفس الوقت لا يضر بالبيئة ولا يهدر الموارد.
وأكد عمرو البحيري أن بهذه التعريفات من المفهومين الاتنين ( الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المستدامة ) مرتبطان ببعضهما البعض مشيرا إلى أن, الزراعة المستدامة هى خط الإنتاج الأول , والنظم الغذائية المستدامة هى السلسلة الكامة ( من المزرعة للمائدة ) مشددا على أنه لايمكن أن تنجح سلسلة في تحقيق أهدافها الا بنجاح الأخرى في أهدافها أيضا .
وحول اشكال الزراعة المستدامة اكد عمرو البحيري أنها تتنوع حسب الظروف البيئية والاقتصادية والاجتماعية و أهم أشكالها وأنماطها هي الزراعة العضوية وهي تعتمد على التسميد الطبيعي والابتعاد عن الكيماويات والمبيدات الصناعية لأن هدفها إنتاج غذاء صحي والشكل الثاني هو الزراعة المحافظة على الموارد من خلال الزراعة المستدامة التي تعتمد على نظم علمية هدفها الحفاظ على الموارد وفى مقدمتها التربة والمياه ، وتتطلب استدامة التربة تزويدها باحتياجاتها من التسميد للحفاظ على خصوبتها , مع المحافظة على الدورة الزراعية لتجنب إجهاد الأرض مشيرا إلى أن النوع الثالث هو الزراعة الذكية وهى تعتمد على توظيف التكنولوجيا لمواجهة التغيرات المناخية وتحسين كفاءة استخدام المياه والأسمدة وتقليل الاعتماد على المالة مع التوسع في استخدام الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح , وأرقى مستوى فى الزراعات الذكية هو الزراعات المحمية مثل الهيدروبونيك والأكوابونيك .