عم جمال شعرة.. سائق ستيني يعيد الأمل في الناس ويرسم درسًا جديدًا في الأمانة"
لم تكن سوى لحظات عابرة على الطريق الدائري، لكنها كانت كافية لتكشف معدن رجل بسيط من ذهب. هكذا شاءت الصدفة أن تجمعني بـ عم جمال شعرة، سائق ميكروباص ستيني يعمل على خط الدائري – الدقي، بملامحه الهادئة وقميصه البسيط وشعره الأبيض الذي يروي حكايات العمر وتجارب الطريق.
صعدت جواره في مقعد السائق، وضعت شنطتي الصغيرة أمامي على "طبلوه" السيارة، وانشغلت بتفاصيل الرحلة القصيرة حتى وصلت إلى محطة البحوث. نزلت مسرعًا مثل كل الركاب، ولم أنتبه إلا بعد دقائق أن الشنطة ليست معي. شعرت بقلق يسابق خطواتي وأنا أعود إلى الموقف، أبحث عن سيارة لا أعرف رقمها، وعن رجل لا أعرف اسمه… فقط لون قميصه وشعره الأبيض.
.webp)